لا شك أن عام 3000 قبل الميلاد زمنٌ بعيد. في ذلك العام، ظهرت أولى مستحضرات التجميل، ولكن ليس للوجه، بل لتحسين مظهر الحصان!
كانت حدوات الخيول شائعة في ذلك الوقت، حيث كان يتم تلوين حوافرها بمزيج من القطران والسخام لجعلها تبدو أكثر إثارة للإعجاب عند عرضها في الأماكن العامة.
لم يعد تلوين حدوات الخيل بالأسود رائجًا، وقد شهد استخدام مستحضرات التجميل تغييرات عديدة على مر السنين. في الواقع، استُخدمت هذه المستحضرات لقرون لتعزيز الجمال وتحسين المظهر. ورغم اختلاف المكونات والأساليب المستخدمة بمرور الوقت، إلا أن الهدف يبقى واحدًا: تحسين مظهر الناس.
بعض أقدم الأمثلة المعروفة: كول
هذا نوع من محدد العيون شائع في مصر. يُصنع الكحل من مواد متنوعة، منها:
يقود
نحاس
رماد
الملكيت
غالينا
استخدم المصريون القدماء الكحل لتحسين البصر، والوقاية من أمراض العيون، وطرد الأرواح الشريرة. كما استخدموه في كثير من الأحيان للدلالة على المكانة الاجتماعية، إذ يُعتبر من يستطيع استخدامه غنياً وذا نفوذ.
كُركُم
يتمتع نبات الكركم، ذو الأزهار البرتقالية الزاهية، بتاريخ طويل في صناعة مستحضرات التجميل. يُستخدم في العناية بالشعر والأظافر، وفي مستحضرات تفتيح البشرة. ويُعتقد أن للكركم فوائد عديدة، منها:
الوقاية من العدوى
كمادة حافظة
تقليل الالتهاب
قتل البكتيريا
يعمل كمادة قابضة
المساعدة في التئام الجروح
لا يزال الكركم شائعًا حتى اليوم، ويُستخدم غالبًا في مستحضرات التجميل لخصائصه المُفتحة للبشرة والمضادة للالتهابات. في الواقع، منحت جوائز "صُنع في فانكوفر" لعام 2021 قناع الوجه بالكركم لقب أحد الفائزين في فئة "أفضل منتج جديد" في سوق فانكوفر.منتجات التجميلفئة.
لماذا كانت مهمة في الحضارات القديمة؟
أحد الأسباب هو عدم امتلاك الناس للتكنولوجيا الحديثة مثل واقي الشمس ومكيفات الهواء. لذلك، يلجؤون إلى هذه المنتجات لحماية بشرتهم من أشعة الشمس الضارة والعوامل البيئية الأخرى.
إضافةً إلى ذلك، تعتقد العديد من الثقافات أن هذه المواد تُحسّن مظهر الشخص وتساعده على جذب الآخرين. فعلى سبيل المثال، في العصر الروماني المبكر، كان يُعتقد أن مسحوق الرصاص الأبيض يُمكن أن يجعل الأسنان تبدو أكثر بياضًا وإشراقًا. وفي الهند، يُعتقد أن وضع أنواع معينة من العطور على الوجه يُساعد على تقليل التجاعيد ويجعل البشرة تبدو أصغر سنًا.
لذا، فبينما كان استخدامها الأصلي وسيلة لحماية البشرة وتعزيز جمالها، فقد تطور استخدامها إلى ما هو أبعد من ذلك. واليوم، تُستخدم لأغراض متنوعة، منها:
مكياج الوجه
العناية بالشعر
العناية بالأظافر
العطور والروائح
على الرغم من أن استخدامها لم يعد مقتصراً على الأغنياء وأصحاب النفوذ، إلا أنها لا تزال جزءاً مهماً من العديد من الثقافات حول العالم.
نوع العلاج الأولي
الحجامة
هذا شكل بديل من أشكال الطب الصيني والشرق أوسطي، ويُقال إن تاريخه يعود إلى 3000 قبل الميلاد. تتضمن كلتا الممارستين الصينية والشرق أوسطية استخدام أكواب لخلق فراغ على الجلد، مما يُعتقد أنه يُحسّن تدفق الدم ويعزز الشفاء. على مر القرون، استُخدم هذا الإجراء لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض، بما في ذلك:
صداع
ألم الظهر
قلق
تعب
على الرغم من أن الحجامة لا تُستخدم عادةً كشكل من أشكال العلاج التجميلي، فقد وجد ممارسوها في الصين والشرق الأوسط بعض الأدلة التي تشير إلى فوائدها المحتملة لصحة الجلد. فعلى سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات أن الحجامة قد تساعد في تقليل ظهور التجاعيد وتحسين مرونة الجلد.
الأطراف الاصطناعية
يعود تاريخ استخدام الأطراف الاصطناعية إلى مصر القديمة، حيث عُثر على مومياء ترتدي أول أصابع قدم اصطناعية مصنوعة من الخشب والجلد. وخلال العصور الوسطى، تطور استخدامها بشكل محدود، لكن الأمور بدأت تتغير خلال عصر النهضة. ومن الأمثلة البارزة على ذلك وصف علماء الرومان للمحاربين الذين استخدموا الخشب والحديد لصنع أطراف اصطناعية.
لكن الأجهزة التعويضية ليست مخصصة فقط للأشخاص الذين فقدوا أطرافهم أو يعانون من عيوب خلقية. في الواقع، تُستخدم الآن في مجال التجميل لمساعدة الناس على الظهور بمظهر أفضل.
يُستخدم هذا الأسلوب بشكل شائع في مجال التجميل لتكبير الشفاه. ويتم ذلك باستخدام غرسات تجميلية تُوضع على الشفاه لمنحها مظهراً أكثر امتلاءً. ورغم أن هذا النوع من العلاج لا يزال يُعتبر تجريبياً، فقد أثبت فعاليته في بعض الحالات.
من بين الأجهزة التعويضية الشائعة الأخرى في هذا المجال، تحسين ملامح الوجه. فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام الغرسات التعويضية لإبراز عظام الخدين أو رفع جسر الأنف. ورغم أن هذه العلاجات لا تزال تجريبية، فقد أثبتت فعاليتها وسلامتها في كثير من الحالات.
جراحة تجميلية
يمكن تتبع أقدم عمليات التجميل إلى هذا العصر أيضًا. اكتشف المصريون القدماء علم التشريح البشري وطوروا معرفتهم به من خلال التحنيط، وتحديدًا إزالة الأعضاء. استخدموا في البداية أدوات بدائية مثل المقصات والمشارط والمناشير والمشابك لعلاج الجروح والخراجات، ثم اكتشفوا لاحقًا الكي والخياطة.
باختصار
لقد وُجدت هذه العلاجات والإجراءات منذ قرون، حيث يعود تاريخ بعض التقنيات إلى 3000 قبل الميلاد. ورغم أن استخدامها لم يعد مقتصراً على الأثرياء وأصحاب النفوذ، إلا أنها لا تزال جزءاً مهماً من العديد من الثقافات حول العالم.
بالإضافة إلى ذلك، أدت التطورات التكنولوجية إلى تطوير علاجات وإجراءات جديدة، مثل الأطراف الاصطناعية والجراحة التجميلية.
لذا سواء كنت تتطلع إلى تحسين مظهرك بالطرق التقليدية أو تبحث عن علاجات أكثر تجريبية، فمن المؤكد أن هناك برنامجًا يناسبك.
تاريخ النشر: 17 أكتوبر 2022


